الأربعاء، 25 نونبر 2009

الحياة الثقافية و الفنية بالمغرب


يزخر المغرب برصيد وثائقي مهم من التراث المخطوط، يعكس عمق الاهتمام بالمقروء لدى المغاربة عبر تاريخهم: إنتاجا وصناعة ومعرفة. ويتميز هذا التراث بغناه وتنوعه، سواء على المستوى المعرفي أو الجمالي. بل ظل دوما ذاكرة المغرب بامتياز، عند الخاصة والعامة على حد سواء. بحيث يتوزع الرصيد الوثائقي للتراث المخطوط بين مكتبات عامة و أخرى خاصة، منها: الخزانة الحسنية بالرباط، المكتبة الوطنية، خزانة القرويين بفاس، خزانة ابن يوسف بمراكش، الخزانة العامة بتطوان، خزانة الجامع الكبير بمكناس، وهناك خزانات تابعة لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، والمكتبات التابعة لبعض الزوايا المنتشرة عبر أقاليم المغرب، إضافة إلى مكتبات خاصة في ملك أفراد وعائلات.
ثراء فني وموسيقي :يعتبر فن الملحون أكثر المضامين تأثيرا في الوجدان من الجوانب الدينية والصوفية ، يتطرق من خلاله الشعراء إلى الذوق وعمق المعنى، باعتماد مفاهيم العشق الإلهي والحضرة الصوفية ، وقد عرف هذا الفن تألق أسماء ستظل عالقة بالذاكرة الشعبية المغربية كسيدي عبد القادر العلمي، وسيدي عمر اليوسفي والجيلالي متيرد وغيرهم من الأسماء المعروفة بالمغرب.كما يعتبر المغرب بلدا عريقا في مجال الفن الغنائي والموسيقي، ونظرا لموقعه الجغرافي الذي يمثل همزة وصل بين العديد من الثقافات ، يعرف هذا البلد الكثير من الفنون الغنائية منها ، "أحيدوس "، الكدرة، المديح والسماع ، أحواش ، عيساوة ، فن الملحون ، موسيقى الآلة ، الدقة والراي وغيرها.الرواية المغربية : ظهرت الرواية المغربية متأخرة عن نظيرتيها العربية والأوربية ، إلا أنها استفادت كثيرا من التجربتين ، ليظهر جيل جديد من الروائيين من أمثل عبد الكريم غلاب ، عبد المجيد بن جلون ، ومحمد عزيز الحبابي ، ومحمد زفزاف ، والقائمة طويلة ، حيث في البداية اعتمدت على الواقعية ثم تحولت إلى الجانب السياسي ، لتخوض في الثلث الأخير من القرن الماضي في التجريبية التي لازالت محل نقاش ثقافي وأدبي لحد الساعة.الفن الرابع :النشأة الحقيقية للمسرح المغربي كانت إبان فترة الحماية حيث التصادم بين الفكر الغربي والتقاليد المغربية ، وهي بداية لوعي ثقافي وطني يستهدف التوعية ومواجهة المحتل الأجنبي وقد تلا ذلك ظهور الرواد الحقيقيين الذين ناضلوا ضد الاستعمار من أمثال " محمد القري " و " المهدي المنيعي" الذين جعلوا من المسرح وسيلة لمهاجمة المحتل و محاولة التعرض للمجتمع و إصلاحه و كرد فعل منها لجأت القوات المحتلة إلى القمع و السلاح لوقف نشاط المسرح المغربي ، و قد اتضح ذلك مع المسرحي محمد القري ، الذي دفع الثمن غالياً من حياته فكان بطلا في المسرح الصغير ، و كان بطلا ملحمياً في المسرح الكبير الذي هو الحياة وفي مرحلة لاحقة من مراحل التطور المسرحي المغربي بعد عام 1956م ، بدأ المسرح المغربي مرحلة تأكيد الذات و التأسيس الحقيقي حيث بدأت التجارب المسرحية تشهد تنوعا كميا و كيفيا ، و محاولات ساهمت في إنماء مشروع المسرح العربي في المغرب بالرغم من سلطوية النزعة الاستهلاكية على قطاع كبير من النشاط المسرحي و بالإمكان رصد أوجه النشاط المسرحي في المغرب إبان تلك الفترة من خلال مسرح الإذاعة والتلفزيون ، مسرح الاحتراف، ومسرح الهواة.الفن السابع في المغرب تعتبر السينما في المغرب الأقصى عريقة بمعنى الكلمة ، حيث تعود الجذور الأولى إلى سنة 1939 ، إلا أن الأفلام التي تم إخراجها من قبل المغاربة أنفسهم تأخرت في الظهور إلى مابعد ذلك . من جهة أخرى فقد ارتفع عدد دور العرض السينمائي التي ظهرت بالمغرب في الفترة السابقة على الاستقلال من حوالي 80 دار عرض عام 1945 إلى حوالي 150 دار عرض عام 1956.و استمر هذا التوسع، إلى أن بلغ عدد دور العرض 250 دار عرض في بداية التسعينات، أغلبها في المناطق الحضرية ولكن لم يستفد صناع السينما المغاربية الاستفادة الكاملة من هذه البنية التحتية الموجودة لديهم ، حيث استمرت الأفلام المستوردة في هيمنتها على دور العرض.وبالطريقة نفسها أبدى موزعو الأفلام المغاربة ميلا أكثر للمساهمة في تمويل الأفلام الأجنبية أكثر من مساندة الموهوبين من صانعي الفيلم المحليين.وبالرغم من أن المغرب حصل على استقلاله عام 1956، فقد مرت 12 سنة قبل أن تظهر أفلام روائية أنجزها مخرجون مغاربة وأنتجها المركز السينمائي المغربي، علاوة على ذلك فإن الدولة لم تتخذ بعد الاستقلال أية تدابير للسيطرة على جلب وتوزيع وعرض الأفلام، وتُركت الـ 250 دار عرض المغربية للقطاع الخاص، لذلك كان من المحتم أن تحظى الأفلام الأجنبية المستوردة بالأفضلية.لكن البداية الحقيقية للسينما المغربية ـ المبنية على العمل الاحترافي المنظم وبكل المقاييس المتعارف عليها، فبالنسبة للفيلم القصير، كان الفيلم التربوي "صديقتنا المدرسة" (1956) للعربي بناني وبالنسبة للطويل، كانت البداية عام 1968، عندما ظهر فيلم "الحياة كفاح"، من إخراج كل من محمد التازي وأحمد المسناوي، وأعقبه في نفس العام "عندما يثمر النخيل"، 1968، أخرجه عبد العزيز رمضاني و العربي بناني.ومن اللافت للانتباه هنا هذا الفارق الزمني الطويل بين أول فيلم قصير وأول فيلم طويل (12 سنة) كأنه كان لابد من المرور عبر فترة تدريب طويلة نسبيا على الفيلم القصير قبل الانتقال إلى الفيلم الطويل.أما في مرحلة السبعينيات فقد استطاع مخرجان مغربيان ـ وهما عبد الله المصباحي و سهيل بن بركة أن يؤسسا لنفسيهما بثلاثة أفلام روائية، وهما يمثلان قطبين متضادين في السينما المغربية الأول اعتمد على السينما التجارية ، بينما الثاني اعتمد على أسلوب محاربة تأثير السياحة بتمويل أوربي . و كان الإنتاج السينمائي المغربي في هذه الفترة غزيرا جدا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق