الجمعة، 13 نونبر 2009

الاستقلال

,الاستقلال

بعد مقاومة الظهير البربري في 1930 تقدمت »كتلة العمل الوطني« بمطالب الشعب المغربي في 1934.
وكان قسم كتلة العمل الوطني في الشمال الذي كان يقع تحت الحماية الإسبانية قد تقدم بمطالب مماثلة عدة مرات في مذكرات وعرائض أبرزها عريضة 1931 وبذلك كان شقا الكتلة يعملان يدا في يد لمقاومة الاستعمار.
ـ في 25 أكتوبر 1936 انعقد المؤتمر الاستثنائي لكتلة العمل الوطني بالرباط حيث انبثقت عن المؤتمر »المطالب المستعجلة« التي تم التركيز خلالها على سبع نقط في مقدمتها الحريات العامة.
وفي يناير 1937 انتخبت اللجنة التنفيذية الزعيم علال الفاسي رئيسا للكتلة . وأمام هذا التطور السريع والمتلاحق للعمل الوطني أصدرت الإقامة العامة يوم 18مارس 1937 قرارا بحل الكتلة وأقفلت مكاتبها بالقوة.
وبعد تعذر الحصول على ترخيص جديد من الإقامة العامة لتأسيس حزب جديد عقد مؤتمر يمثل معظم فروع الكتلة بالرباط في ابريل 1937 تمخض عنه تأسيس الحزب الوطني لتحقيق المطالب المغربية وبعد حوادث بوفكران تم اعتقال قادة الحزب وفي مقدمتهم الزعيم علال الفاسي الذي نفي إلى الغابون لمدة تسع سنوات، كما نفي القادة الآخرون الى الصحاري ونقل المعتقلون الى المناطق النائية.
وفي القاهرة شكل الطلبة حملة للتعريف بالقضية المغربية في العالم العربي والإسلامي وابراز خطورة الاستعمار الفرنسي وعملوا على تأسيس »رابطة الدفاع عن مراكش«. وعلى الصعيد الداخلي عمت البلاد موجة تضامن هائلة تجاوزت حدود المنطقة الخاضعة للنفوذ الفرنسي، لتشمل المنطقة الخليفية الخاضعة للإدارة الاسبانية في صفوف »حزب الإصلاح« بزعامة الأستاذ عبد الخالق الطريس أقلقت سلطات الاحتلال في المنطقتين.
المطالبة بالاستقلال بعد أن رسخ الحزب الوطني وجوده وانتشرت خلاياه عبر التراب الوطني وتقوت تنظيماته استقر العزم على الخروج من مرحلة إحراج إدارة الحماية ببعض المطالب المتعلقة بالإصلاحات إلى الإقدام على الخطوة الحاسمة وذلك بتقديم عريضة المطالبة بالاستقلال والديمقراطية يوم 11 يناير 1944 ومن هذا التاريخ أصبح الحزب الوطني يحمل اسم حزب الاستقلال.
وفي 28 يناير تمت حملة اعتقالات في صفوف مسيري الحزب وقادته وفي مقدمتهم الأمين العام احمد بلافريج فعمت البلاد موجة من الإضرابات وسقط عديد من القتلى وخاصة في فاس والرباط وسلا . كما قدم عدد من المعتقلين إلى محكمة عسكرية بتهمة المساس بالأمن العام ونفذ الحكم فيهم بالإعدام.
واستمرت سنوات القمع حتى ربيع سنة 1946 حيث تم الإفراج عن المعتقلين كالزعيم علال الفاسي من المنفى بالغابون واحمد بلافريج من كورسيكا، وبقية القيادة الاستقلالية، وسمح بإنشاء بعض الصحف تحت الرقابة الصارمة التي كانت تصدر بها الصحف بيضاء في معظم أعمدتها.
وكان جلالة المغفور له محمد الخامس في طليعة مقاومة مخططات كانت تمس السيادة الوطنية بمنح المستوطنين حق التصويت. وانتهى الأمر بتغيير اريك لابون بعد زيارة جلالة الملك لطنجة وخطابه التاريخي الذي أكد فيه وحدة المغرب وسيادته وصلته القوية ببلاد العروبة والإسلام.
وخلفه الجنرال جوان الذي كانت عنده تعليمات باستعمال العنف والشدة لإيقاف المد الاستقلالي الذي كان يقوم عليه حزب الاستقلال من جهة ولإكراه جلالة الملك على إمضاء الظهائر والمراسيم بما في ذلك إعلان التبرؤ من حزب الاستقلال وإبعاد الوطنيين من الديوان الملكي.
وبلغ الجنرال جوان أوج عنف مواجهته للملك والحزب بعدما زار جلالة الملك فرنسا سنة 1950 وقدم للحكومة الفرنسية مذكرتين يؤكد فيهما المطالبة بتغيير جذري لأسس العلاقات بين المغرب وفرنسا على أساس آخر غير أساس الحماية، ولما لم يتمكن جوان من تنفيذ تهديده لجلالة الملك والقضاء على حزب الاستقلال فقد ترك المهمة لخلفه الجنرال كيوم الذي نفذ الخطة حتى النهاية فحاول القضاء على حزب الاستقلال بعد الإضرابات التي أعلنها الحزب في 8 ديسمبر 1952 وقد انتهزتها الإدارة الفرنسية فرصة لارتكاب مجازر خطيرة بين السكان في الدار البيضاء، واعتقال جميع قيادات الحزب الوطنية والمحلية في المدن والقرى في مختلف أنحاء المغرب وتقديم مناضليه للمحاكم العسكرية وإعدام كثير من المناضلين، وإقفال صحافة الحزب. وبذلك خلا لها الجو ـ فيما حسبت ـ للانفراد بجلالة الملك محاولة تنفيذ التهديد بعزله. وقد جندت لذلك طائفة من القواد الكبار الذين طالبوا بعزل الملك تنفيذا للخطة التي وضعت في الإقامة العامة بمباركة حكومة باريس.
ونفذ الجنرال كيوم الخطة يوم 20 غشت 1953 فاعتقل الملك وعائلته وأبعدهم إلى المنفى في كورسيكا ثم مدغشقر . ووضع على عرش المغرب سلطانا لم يقبله الشعب فبدأت المقاومة المسلحة لإفشال خطة الاستعمار وإعلان الاستقلال.
في ظل الاستقلال اعترفت فرنسا باستقلال المغرب في2 مارس 1956، واعترفت اسبانيا باستقلال المنطقة الشمالية ووحدتها مع بقية المغرب في 7 ابريل من نفس السنة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق