الجمعة، 13 نونبر 2009

استهلاك الطاقة

تشهد الكهرباء هذه الأيام استقراراً في استمرارية التيار وقلما تحدث انقطاعات وهذه الحالة تدعو الى الارتياح من قبل المشتركين الذين تعودوا على الانقطاعات المتكررة للتيار في مختلف الأحياء خلال فصل الشتاء وكنا نشير الى ذلك في حينه.
ولا ندري إن كان هذا الاستقرار سيتحول فعلاً الى حالة دائمة بعد تلافي المشكلات التي كانت تسبب الانقطاعات المتكررة أم أن ذلك مجرد مرحلة انتقالية بين الشتاء والصيف إذ يخف استهلاك الطاقة الكهربائىة في مجال التدفئة ولم يحن بعد موعد اسخدام أجهزة التكييف والتبريد بانتظار ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف الطويل الذي سيتحدد فيه ما إذا كان التيار الكهربائي قد شهد استقراراً فعلياً أم أنها حالة مؤقتة سرعان ما نعود الى زمن الانقطاعات?!!‏
نحن لا نقلل من جهود وزارة الكهرباء وشركاتها في توفير الطاقة الكهربائية وانتاجها وتجديد الشبكات واقامة المزيد من المحولات في الأحياء والبلدات والقرى.‏
ومع ذلك فلا يعني أن انقطاعات التيار الكهربائي قد ولّت الى غير رجعة ,لأن الزيادة في استهلاك الطاقة الكهربائية يفوق ال10 % سنوياً وهذا يرتب على الدولة مسؤولية توفير الحاجة المتزايدة الى الطاقة الكهربائية بإقامة المزيد من محطات انتاج الطاقة لمواكبة تلك الحاجة واشباعها.‏
وتزداد الحاجة الى استهلاك الطاقة الكهربائىة ,خاصة لدى الفعاليات الصناعية وفي المشاريع الاستثمارية ولدى القطاعين العام والخاص.‏
ويتم ترشيد الطاقة بطرق متعددة, منها عدم اشعال الأنوار في غير أوقات الحاجة والتقليل من عدد المصابيح واستخدام أنواع جديدة منها أقل استهلاك للطاقة.‏
وهذا مطلوب في القطاعين العام والخاص,علماً أن رئاسة مجلس الوزراء كانت أصدرت قراراً عممته على كافة الجهات العامة بضرورة تشكيل لجان خاصة في كل مبنى في المؤسسات والإدارات العامة والشركات الاقتصادية والخدمية مهمتها العمل على ترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية في الأماكن المذكورة, إضافة إلى منع استخدام السخانات الكهربائية والتكييف الفردي إلا في حالات محددة.‏
وهناك طرق أخرى لترشيد الطاقة, خاصة في المنشآت والفعاليات الصناعية وذلك عن طريق استخدام المكثفات لتعويض الاستطاعة الردية ورفع الاستطاعة وتحسينها ومما يساعد على التخفيف من هدر الطاقة.‏
وهناك طرق أخرى لترشيد استهلاك الطاقة مثل استخدام الطاقة الشمسية في تسخين المياه بدل استخدام الكهرباء وتشجيع ذلك, خاصة في التجمعات السكنية الجديدة وفي المنشآت والمشاريع التي تستخدم المياه الساخنة.‏
إن المبالغة في استهلاك الطاقة وهدرها بشكل عشوائي يؤدي في النهاية إلى إلحاق الخسارة بالاقتصاد الوطني, لأن زيادة الطلب على الطاقة بالطريقة الحالية سيرتب على الخزينة العامة تكاليف كبيرة في كل عام!!‏
مطلوب من الجميع المساهمة في ترشيد استهلاك الطاقة, لأن الهدر في استخدامها سينعكس على جيوب المشتركين ويظهر من خلال انقطاع التيار الكهربائي نتيجة الاستجرار الزائد للطاقة!!‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق